الخميس، ٢٠ يوليو : غييوم دو سان تييري
ها أنا أقف في وحدتي… أفتح شفتاي نحوك، يا رب، وأبحث عن النَفَس. وأحيانًا يا ربّي تضع شيئًا في فم قلبي، ولكنك لا تسمح لي بمعرفة ماهيته. طبعًا، أتذوق طعمًا عذبًا، عَطِرًا ومريحًا، لدرجة أتوقف فيها عن البحث عن أي أمرٍ آخر؛ وحين يحصل هذا، فإنّك لا تسمح لي بمعرفة ماذا أتذوّق… ولكن حين أتذّوق هذا الطعم، أريد أن أحتفظ به وأن أجتره، أن أتذوّقه ولكن الطعم يزول سريعًا… سَمَحَت لي الخبرة بإدراك ما تقوله عن الرُّوح في الإنجيل: “لا تَدْري مِن أَينَ يَأتي وإِلى أَينَ يَذهَب” (يو 3: 8). في الواقع، كل ما عملتُ على تخزينه في ذاكرتي، حتى أتمكّن من العودة إليه وإرضاخه لإرادتي، أجده الآن زائلاً ولا طعم له. أسمع هذه الكلمات “الروح يهبّ حيث يشاء”، وأكتشف أن الرّوح يهبّ فيّ متى يشاء هو لا متى أشاء أنا… “إلَيكَ رَفَعتُ عَينَيَّ يا ساكِنَ السَّموات” (مز 123[122]: 1) … كم تراك ستنتظر بعد؟ “إِلامَ أُودِعُ نَفْسي الهُموم ولَيلَ نهارَ قَلبِيَ الغُموم؟ إِلامَ علَيَّ يَتَغلَبُ عَدُوَي؟” (مز13[12]: 2). أتوسّل إليك يا ربّي أن تخبئني في أسرار وجهك، بعيدًا عن مكائد البشر، احمني، فإنّك “في سِتْرِ وَجهِكَ تَسترهم مِنَ الناسِ ودَسائِسِهم وفي خَيمَةٍ تَصوُنهم مِن مُخاصَمةِ الأَلسِنَة” (مز 31[30]: 21).
maronite readings – rosary.team