الخميس، ٢١ أكتوبر : الطّوباويّ بولس السادس، بابا روما من 1963 إلى 1978
إنّ دعوتنا (للبشارة بالإنجيل) تستلهم حَمَاسَةَ عُظماء الكارزين والقائمين على البشارة الإنجيليّة، ممّن بذلوا حياتهم في سبيل الرسالة… فقد عرفوا كيف يتخطّون عقبات عديدة في سبيل البشارة. وفي عصرنا الحالي، يوجد كثيرٌ من العقبات التي نكتفي بأن نذكر منها النقص في الحماس. ودرجة الخطر فيه تتضاعف على قدر ما يتولّد عن باعث داخلي، فيظهر في الملل وفقدان الحماس، وفي “روتين” الحياة وعدم الاكتراث، وبخاصّة في نقص الشعور بالفرح والرجاء. فلذلك، نحثّ جميع مَن يقع عليهم عبء البشارة، بأيّة صفة وعلى أي مستوى كان، على أن يغذّوا في أنفسهم اتّقاد الرُّوح. فلنحافظ إذًا على حرارة الرُّوح، ولنحتفظ بالفرحة اللطيفة المعزّية التي تنشأ عن البشارة بالإنجيل، حتّى إذا تطلب الأمر أن “نزرع بالدموع” (راجع مز 126[125]: 5). ولتكن البشارة بالنسبة إلينا – كما كانت ليوحنّا المعمدان، ولبطرس وبولس، ولسائر الرسل والعديد من القائمين بالبشارة ممّن يدفعون على الإعجاب بهم، طوال تاريخ الكنيسة – دفعًا داخليًّا لا يمكن لأي إنسان أو لأي أمر أن يجمّده. ولتكن البشارة فرحًا كبيرًا لنا في حياتنا المبذولة في سبيلها. وليَتسنّ لعالم هذا العصر الذي يسعى في بحثه، تارةً من الضيق وتارةً في الرجاء، أن يستقبل الخبر السار، ليس عن طريق قائمين بعمل البشارة يبدون مكتئبين، ويائسين وفاقدي الصبر، أو قلقين، وإنّما عن يد خدّام للإنجيل تشعّ حياتهم حرارة، وهم أوّل من جاءهم فرح الرّب يسوع، فيقبلون أن يسخّروا حياتهم من أجل إعلان الملكوت وترسيخ أقدام الكنيسة في داخل العالم.
maronite readings – rosary.team