الخميس، ٢٣ يناير : القدّيس أوغسطينُس

عندما تحبّ عدوّك، تتمنّى أن يصبح أخًا لك. أنت لا تحبّ فيه ما هو عليه، بل ما تريده أن يكون. لنتخيّل خشب سنديان غير مشذَّب. يرى حِرَفيٌّ ماهر هذا الخشب مقطوعًا في الغابة، فيعجبه. لا أعلم ما يريد فعله به، ولكنّ الفنّان يحبّ هذا الخشب لا ليبقى كما هو. فنّه يجعله يرى ما يمكن أن يصبح عليه هذا الخشب. فحبّه لا يكون للخشب الخام، بل إنّه يحبّ ما سيعمله به، وليس الخشب الخام. هكذا أَحبَّنا الله عندما كنّا خطأة. هو بالفعل يقول: ” لَيسَ ٱلأَصِحّاءُ بِمُحتاجينَ إِلى طَبيب، بَلِ ٱلمَرضى”. هل أحبَّنا خطأة حتّى نبقى خطأة؟ لقد رآنا الحِرَفيّ بمثابة الخشب الخام الآتي من الغابة، وما كان يرمي إليه، إنّما هو العمل الذي سوف يستخرجه منه، وليس الخشب أو الغابة. أنت أيضًا: ترى عدوّك يعارضك، يهينك بكلمات مؤذية، يجعل نفسه وقحًا بإهاناته، ويلاحقك بحقده. لكنّك منتبه لحقيقة أنّه إنسان. تَرى كلّ ما فَعَلَه هذا الإنسان ضدّك، وتَرى فيه أنّه مِن صُنع الله. ما هو عليه بصفته إنسان إنّما هو عَمَل الله. أمّا الحقد الذي يَكنّه لك إنّما هو عَمَله. وماذا تقول في نفسك؟ “يا ربّ، كن خَيِّرًا له، اغفر له خطاياه، أَلهِمه مخافتك، غيّره.” أنت لا تحبّ في هذا الإنسان ما هو عليه، لكن ما تريده أن يكون. إذاً، عندما تحبّ عدوّك، تحبّ أخًا.
maronite readings – rosary.team