الخميس، ٢٣ يونيو : يوحنّا كارباثيوس
لقد قيل: ماذا أفادنا أن نقع في الأشجان، نحن الذين لا ننقطع عن الصلاة والترنيم، بينما الذين لا يُصلّون ولا يسهرون هم في فرح، يبتهجون وينجحون ويعيشون البهجة في حياتهم؟ كما يقوله النبيّ: “نحنُ نرى أنَّ المُتَجبِّرينَ هُمُ السُّعَداءُ، وفاعِلي الشَّرِّ هُمُ الذينَ يَنجحونَ. يُجرِّبونَ اللهَ ويَنجونَ” ويُضيف: تِلك هي الأمور التي استنكرها خائفو الرّب إذ “تكَلَّمَوا الواحدُ معَ الآخرِ، وأصغى الرّبُّ وسمِعَ كلامَهُم” (راجع ملا 3: 15 – 16) وهم مَن يمتلكون المعرفة. إنّما يجب أن نَعلَم أنّ الحزانى والمعذَّبين بشدّة والذين من خلال المِحن الكثيرة تنطبق عليهم شهادة معلّمهم، لا يعانون مِن أيّ شيء يمكن أن يفاجئهم، لأنّهم قد سمعوه يُعلن في الإنجيل: “الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ستَبكون وتَنتَحِبون، وأَمَّا العاَلمُ فَيَفَرح” (يو 16: 20). لكن عمّا قليل، سأزوركم من خلال المعزّي، وسأبدِّد إحباطكم، وسأنعشكم بأفكار الحياة والراحة الأبديّتين، وبالدموع الوديعة التي افتقدتموها خلال الأيام القليلة الّتي امتُحِنتُم فيها. سأعطيكم ثديَ نِعمتي، كالأمّ الّتي تُعطي ثديَها لِطفلها الّذي يبكي. أنتم الذين أنهكتكم المعارك. سأقوّيكم بقدرة مِن عَلُ. أنتم الذين امتلأتم مرارةً، سأملأكم عذوبة، كما يقول إرميا في مراثيه حين يتكلّم عن أورشليم المختبئة فيك. لكن سآتي لأراكم، فسيفرح قلبكم بهذه الزيارة الخفيّة. حزنكم سيتحوّل إلى فرح، ولا ينزع أحد فرحكم منكم (راجع يو 16: 22).
maronite readings – rosary.team