الخميس، ٢٤ مارس : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
قال لنا الكتاب المُلْهَم: إِنَّكَ “تَرحَمُ جَميعَ النَّاس لأنّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير وتَتَغاضَى عن خَطايا النَّاسِ لِكَي يَتوبوا. فإِنَّكَ تُحِبّ جَميعَ الكائنات ولا تَمقُتُ شَيئًا مِمَّا صَنَعتَ فإِنَّكَ لَو أَبغَضتَ شَيئًا لَما كوّنتَه… ولأنَ كُلَ شيَء لَكَ أيُّها السّيدُ المُحِب لِلحَياة” (حك 11: 23 – 24 + 26). ما الّذي جعله ينزل من السماء، ويحمل اسم يسوع؟..: “ستَلِدُ ابنًا فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم” (مت 1: 21). إن حبّه الكبير للإنسان، ورحمته للخطأة هما ما جعلاه ينزل من السماء. لماذا قبل إذًا بأن يحتجب مجده في جسد قابل للموت، لو لم يكن يرغب بشدّة أن يخلّص من تاهوا، ومن فقدوا كلّ أمل بالخلاص؟ لقد تكلّم عن هذا الأمر بنفسه: “لِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه” (لو 19: 10). عوضًا عن تركنا نهلك، فعل كلّ ما يمكن أن يفعله الإله العليّ القدير بحسب صفاته الإلهية: لقد قرّب نفسه. وهو يحبّنا لدرجة أنه يريد أن يمنح حياته لكلّ شخص منّا، بثقة كاملة، وبتأكيد كبير، كما لو لم يكن هناك سوى إنسان واحد ليخلّصه. إنه أفضل صديق لنا…إنه الصديق الوحيد الحقيقي، وهو ينشر كلّ الأساليب الممكنة ليحصل على حبّنا له في المقابل. هو لا يرفض لنا شيئًا، إن قبلنا أن نحبّه. يا ربّي ومخلّصي، أنا بين يديك في أمان. إن تحرسني، فليس هناك ما أخافه؛ لكن، إن تركتني، أفقد الأمل بكلّ شيء. لا أعرف شيئًا مما سيحصل لي حتى ساعة مماتي، لا أعرف شيئًا عن المستقبل، لكنّي أتكّل عليك…ألقي بنفسي عليك كليًّا، لأنك تعرف ما أجهله، تعرف ما هو خير لي.
maronite readings – rosary.team