الخميس، ٢٦ ديسمبر : الطوباويّ غيريك ديغني
“تعالي إليّ أنت يا من اخترتها وفي أحشائها نَصَبْتُ عرشي” (الليتورجيا اللاتينيّة)… “فطوبى لِمَن تَخْتارُه وتُقَرِّبه فيَسكُنُ في دِيارِكَ” يا ربّ (مز 65[64]: 5)؛ وأكثر من ذلك ستسكنين فيهم وتملكين عليهم وتضعين فيهم عرش ملكيّتكِ. وحتمًا مريم العذراء هي الطوباوية بين كلّ الطوباويين، هي الّتي اختيرت قبل جميع القديسين وأكثر منهم. لقد اختارها الرّب مسكنًا له قائلاً: “هذا هو مَكانُ راحَتي لِلأبد ههُنا أَسكُنُ لأَنَّي اْشتَهَيتُه” (مز 132[131]: 14). لقد سكن أحشاءها قرابة تسعة أشهر، وسكن معها سنوات كثيرة وخضع لها… وهو الآن يسكن فيها ومعها إلى الأبد بطريقة نعجز عن فهمها، ويُغدق عليها مجدًا هو من نصيب الطوباويين دون سواهم. وهو يمجّدها خارجيًا في الجسد ويطبع في داخلها مجد الكلمة… هذه الأمّ العذراء الفريدة والتي تُطَوَّب لأنّها وضعت ابن الآب الوحيد في العالم، تعانق بحبّ هذا الابن الوحيد نفسه بكافّة “أَعْضاءِ جَسَدِه” (أف 5: 30)، ولا تحمّر خجلاً لأنّها تُدعى أمًّا لكلّ من ترى أن الرّب يسوع المسيح ينمو أو في طريق النموّ في نفوسهم. دُعيت حواء الأولى… “أمّ كلّ حيّ” (تك 3: 20)، ولكن في الحقيقة كانت أمّ من يموتون… ولأنّ حواء الأولى لم تحقّق بأمانة معنى اسمها، كانت مريم هي من حققت هذا السرّ. وكما الكنيسة التي ترمز إليها، إنها رمز كلّ من يولد مجدّدًا. نعم، هي أمّ الحياة التي تحيي جميع البشر (راجع يو 11: 25 و5: 25 وما يليها). وهي عندما وضعت الحياة في العالم، خلقت حياة جديدة لكلّ من يجب أن يجد حياته في هذه الحياة… ولذلك، فإنّ الطّوباوية أمّ الرّب التي تدرك أنها أمّ المسيحيين بواسطة هذا السرّ، هي أيضًا أمّ لهم بفضل عنايتها وحنانها… ونحن الآن نسكن “في ظلّ” والدة “العليّ” و”نقيم في حماه وتحت ظلّ جناحيه” (راجع مز 91[90]: 1 و17 [16]: 8). وفيما بعد، سنشاركه في مجده ونرتاح على صدره…، هذا لأنّ ملك المجد قد جعل في أحشائها عرشه.
maronite readings – rosary.team