الخميس، ٢٧ أكتوبر : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
يوجد في الكنيسة فضائح، كما يوجد فيها كذلك أعمال مشينة ومخزية؛ ولا يمكن لأي كاثوليكي أن ينفي هذا الواقع. ولطالما ألقي اللّوم على الكنيسة وتلطّخت بالعار لكونها أمًّا لأولاد غير جديرين بها؛ صحيح أنّه لديها بعض الأولاد الصالحين، لكن هنالك عدد أكبر من غير الصالحين… كان بإمكان الربّ أن يؤسّس كنيسة طاهرة؛ لكنّه تنبّأ بأنّ الزؤان الذي سيزرعه العدو سوف ينمو مع القمح إلى يوم الحصاد، أي حتّى نهاية العالم. وقد أكّد على أنّ كنيسته ستكون “كَمَثلِ شَبَكةٍ أُلقِيَت في البَحر فجَمعَت مِن كُلِّ جِنْس”(مت 13: 47)، ولن يتم فرزها قبل المساء. وقد ذهب أكثر من ذلك في قوله إنّ الأشرار وغير الكاملين سوف يتفوّقون على الصالحين على ما جاء في إنجيل القدّيس متى: “لأَنَّ جَماعَةَ النَّاسِ مَدْعُوُّون، ولكِنَّ القَليلينَ هُمُ المُخْتارون” (مت 22: 14) وأيضًا كما قال رسوله: “كَذلِكَ في الزَّمَنِ الحاضِرِ لا تَزالُ بَقِيَّةٌ مُختارةٌ بِالنِّعمَة.” (رو11: 5). هناك إذًا بلا انقطاع في تاريخ الكاثوليك وحياتهم أمور تعزّز أقوال المعارضين… لكنّنا لا نُطأطئ رؤوسنا من العار لنغطّي وجهنا بين أيدينا: إنّما نرفع أيدينا ووجهنا نحو المخلّص. “كذلِك عُيوُننا إِلى الرَّبِّ إِلهِنا حَتَّى يَتَحَنَّنَ علَينا” (مز 123[122]: 2). ندعوك أيّها الربّ إلهنا، أيّها القاضي العادل، لأنّك أنت مَن ينظر إلينا. ما همنّا الناس، ما دمنا نملكك أنت… ما دمتَ حاضرًا في جماعاتنا، وما دامت شهادتك ورضاك في قلوبنا.
maronite readings – rosary.team