الخميس، ٢٧ فبراير : القدّيس كيرِلُّس

كما في كلّ مرة، أراد ربّنا أن يبثّ في نفوس تلاميذه إيمانًا قويًّا وثابتًا بالعناية الإلهيّة من خلال مثال الطيور التي لا قيمة كبيرة لها. لذا، لجأ أيضًا إلى المقارنة نفسها ليُلهمنا إيمانًا ثابتًا لا يتزعزع بالله: “اُنظُروا إلى الغِربانِ كَيفَ لا تَزرَعُ ولا تَحصُد، وما مِن مَخزَنٍ لها ولا هُرْيٍ، واللهُ يَرزُقُها. وكَم أنتُم أثمَنُ مِنَ الطُّيور”. هذا يعني أنّكم أثمن منها، لأنّ الكائن العاقل مثل الإنسان يحتلّ في الطبيعة مكانة أعلى من الكائنات التي تفتقر إلى العقل، مثل الطيور. إنّه خير مثال عن إيماننا. فالطيور التي لا تزرع ولا تملك غلالاً وفيرة، تجد غذاءها في العناية الإلهيّة التي لا تنضب. صحيح إذًا أنّ سبب حاجتنا هو البخل؛ فلماذا تحصل الطيور على مرعى وافر بدون أن تقوم بأيّ عمل؟ لأنّها لا تسعى لتملّك خيرات مخصّصة لغذاء الكائنات كلّها. أمّا نحن، فإنّنا نفقد حقّنا في هذه الخيرات المشتركة، بسعينا إلى تملّكها. وفي الواقع، ما هي الممتلكات الحقيقيّة التي قد نكنزها، حيث كلّ شيء زائل؛ وأيّ ثروات أكيدة، حيث كلّ الأحداث غير مؤكّدة؟
maronite readings – rosary.team