الخميس، ٢ سبتمبر : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
إنّ ربّنا ومخلّصنا قد وافق على العيش في عالم أنكره؛ عاش فيه ليموت من أجله في الوقت المحدّد. جاء إليه كالكاهن المعيّن لتقديم الذبيحة من أجل أولئك الذين لم يكونوا مشاركين في أيّ عمل عبادة… إنّ “شمس الحقّ” (ملا 3: 20) قد مات وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، مظهرًا كلّ الروعة التي أخفتها غيوم الصباح. قام من بين الأموات وصعد عن يمين الآب، ليدافع عن مغفرتنا من خلال جراحه المقدّسة، ليحكم شعبه المختار ويقوده، وليفيض عليه من جنبه المطعون أعظم البركات. صعد إلى يمين الآب لينزل في الوقت المحدّد وليدين العالم الذي افتداه… رفَعَ معه الطبيعة البشريّة… لأنّ إنسانًا قد افتَدانا، ومُجِّدَ إنسانٌ فوق كلّ الخلائق على أنّه واحد مع الخالق، وسيدين إنسانٌ البشرَ في اليوم الأخير (راجع أع 17: 31). هذه الأرض محظوظة جدًّا لأنّ قاضينا لن يكون غريبًا، بل سيكون مُشابهًا لنا، كما أنّه سيدافع عن مصالحنا وسيتعاطف كليًّا مع عيوبنا كلّها. هو الذي أحبَّنا حتّى ماتَ من أجلنا، تمّ اختياره برحمة كي يُقيِّمَ تُحفتَه الخاصّة. ذاك الذي تعلّمَ من ضعفه أن يدافعَ عن الضعيف، ذاك الذي أرادَ أن يحصدَ ثمار آلامه كلّها، سيَفصلُ القمح عن التبن لئلاّ تقعَ حبّة واحدة على الأرض (راجع مت 3: 12). ذاك الذي أشركَنا في طبيعته الإلهيّة، ذاك الذي منه استَقَينا الدم الحيويّ لنفوسنا، ذاك الذي هو أخونا، سيحكمُ على إخوته. وفي هذا المجيء الثاني، فَلنأمَلْ أن يذكرَنا برَحمتِه وبشفاعته الحنونة، هو، رجاؤنا الوحيد، هو، خلاصنا الوحيد!
maronite readings – rosary.team