الخميس، ٢ مايو : الطّوباويّ بولس السادس، بابا روما من 1963 إلى 1978
في هذه السنة المقدّسة، دعوناكم إلى القيام برحلة حجّ حقيقي أو حجّ بالرُّوح والنيّة إلى مدينة روما، في قلب الكنيسة الكاثوليكيّة. ولكن من الواضح جدًّا أنّ روما ليست نهاية المطاف في رحلة الحجّ التي نقوم بها عبر الزمن. إذ لا توجد أي مدينة مقدّسة هنا في هذا العالم الأرضي يمكن أن تعد النهاية؛ فتلك النهاية مخفيّة فيما بعد هذا العالم، في قلب سرّ الله الذي لا يزال خافيًا عنّا… وهكذا هو الحال بالنسبة إلى روما، حيث قدّم كلّ من القدّيسين بطرس وبولس شهادتهما بالدم. أنّ دعوة الربّ لروما تنبع من جذور رسوليّة؛ فالخدمة التي علينا القيام بها هي خدمة مقدّمة لمصلحة الكنيسة كلّها بل والإنسانيّة جمعاء. ولكنّها خدمة لا يمكن استبدالها إذ حسن في عين حكمة الله أن تكون مدينة روما، مدينة بطرس وبولس، على الطريق المؤدّي – بشكل ما – إلى المدينة الأبديّة، إذ أنّه اختار أن يعطي القدّيس بطرس مفاتيح ملكوت السماوات وهو يوحد في شخصه مجموع كلّ الأساقفة. وما يدوم في روما – ليس بإرادة إنسانيّة بل بإرادة نعمة الآب والابن والرُّوح القدس الحرّة الرحيمة – هو صلابة بطرس كما قام بتعريفها البابا القدّيس لاون الكبير: “إنّ بطرس لم يتوقّف يومًا عن الرئاسة من كرسيه؛ إنّه يحتفظ بمشاركة بلا حدود مع الرّب يسوع المسيح الكاهن الملك. وثبات الصخر الذي حصل عليه من الأساس الذي هو المسيح (راجع 1كور 3: 11) نقله، سمعان الذي أصبح بطرس (راجع مت 16: 16) إلى خلفائه”.
maronite readings – rosary.team