الخميس، ٧ مارس : بودوان دو فورد
قال الرّب يسوع: “أَنا خُبزُ الحَياة. مَن يُقبِلْ إِليَّ فَلَن يَجوع ومَن يُؤمِنْ بي فلَن يَعطَشَ أبَدًا” (يو6: 35)… هكذا يكون قد عبّر مرّتين عن “الشبع الأبدي” حيث لا ينقص شيء. لكنّ الحكمة تقول: “الَّذينَ يأكُلوَننِي لا يَزالونَ يَجوعون والَّذينَ يَشرَبونني لا يَزالونَ يَعطَشون” (سي 24: 21). فجسد الرّب يسوع المسيح، الذي هو حكمة الله، لا يؤكل ليُشبِع رغبتنا منذ الآن، بل ليجعلنا نرغب في هذا الشبع؛ وكلّما ذقنا حلاوته، كلّما أثيرت رغبتنا. لذا، مَن يأكله سيظلّ جائعًا حتّى ينال الشبع. لكن حين تُشبَع الرغبة، لن يجوعوا ولن يعطشوا أبدًا. إنّ “الَّذينَ يأكُلوَننِي لا يَزالونَ يَجوعون”. كما يُمكن سماع هذا الكلام عن العالم المستقبلي، لأنّه في “الشبع الأبدي” نوعٌ من الجوع الذي لا ينبع من الحاجة بل من السعادة. فهذا الشبع لا يعرفُ التخمة؛ والرغبة لا تعرف الأنين. فالرّب يسوع المسيح المدهش دائمًا بجماله والمرغوب دائمًا فيه، قيل عنه إنّ “المَلائِكَة يَشتَهونَ أَن يُمعِنوا النَّظَرَ فيه” (1بط 1: 12). هكذا، وحتّى حين نمتلكه، فإنّنا نرغب أكثر فيه؛ وحتّى حين يكون معنا، فإنّنا نبحث عنه وفقًا لما كُتب: “اِلتَمِسوا وَجهَه كُلَّ حين” (مز 105[104]: 4). فهو مَن نبحث عنه دائمًا، ذاك الذي نحبّه إلى حدّ امتلاكه دائمًا أبدًا.
maronite readings – rosary.team