الخميس، ٨ يونيو : القدّيس أثناسيوس
ما إن هُزِمَ الموت مِن قِبَل المخلِّص وسُمِّرَ على الصليب، كما على خشبة العار، حتّى صار كلّ الّذين يسيرون مع الرّب يسوع المسيح يدوسون الموت بأقدامهم. وعندما يشهدون للرّب يسوع المسيح، يسخرون من الموت ويهزؤون به ويردّدون ما كُتب في شأنه: “فأَينَ يا مَوتُ نَصْرُكَ؟ وأَينَ يا مَوتُ شَوكَتُكَ؟” (1كور15: 55؛ راجع هو 13: 14)… هل إنّ هذا برهان ضعيف للنَّصر الّذي حقّقه مخلّصنا عليه، عندما يحتقر المسيحيّون، فتيانًا وفتيات، هذه الحياة الحاضرة ويستعدّون للموت بدلاً من أن ينكروا إيمانهم؟ يخشى الإنسان طبيعيًّا الموت وانحلال جسده؛ ولكن، وهذا أمر غريب تمامًا، إنّ الّذي لبس الإيمان بالصليب يحتقر هذا الشعور الطبيعيّ، ولأجل المسيح، لا يعود يخشى الموت… إنّ الموت الّذي كان في الماضي قويًّا جدًّا وبالتالي مهيبًا جدًّا، صار الآن محتَقَرًا إذًا بعد مجيء المخلّص، وبعد موته الجسديّ وقيامته، فمن الواضح أنّ الموت قد أُبيد وهُزِم بالرّب يسوع المسيح المرفوع على الصليب. عندما تظهر الشمس بعد الليل وتنير كامل سطح الأرض، فإنّه من غير الممكن أن يُشكّ أبدًا أنّ الشمس الّتي تنشر كلّ نورها في كلّ مكان هي ذاتها الّتي طردَتْ الظلمات وأنارَتْ كلّ شيء. وهكذا… فمن الواضح أنّ المخلّص الّذي ظهر بجسده، هو ذاته ذاك الّذي دمّر الموت والّذي يُظهِر كلّ يوم انتصاره عليه في تلاميذه… عندما نرى رجالاً ونساءً وشُبّانًا يركضون ويرمون بأنفسهم للموت من أجل الإيمان بالرّب يسوع المسيح، من قد يكون غبيًّا هكذا، من سيكون غير مؤمن إلى هذا الحد، من سيكون لديه روحًا أعمى إلى هذا الحدّ حتّى لا يفكّر ويفهم أن الرّب يسوع المسيح الّذي يشهد له الناس، يُوَفَّرُ ويعطي لكلّ واحد الانتصار على الموت بتدمير قوّته في كلّ واحدٍ من أولئك الّذين يؤمنون به ويحملون علامة صليبه؟
maronite readings – rosary.team