السبت، ١٢ فبراير : المجمع الفاتيكانيّ الثاني
بما أنّ الرّب يسوع المسيح قد تمّم عمله الفدائي في الفقر والاضطهاد، فإنّ الكنيسة قد دُعِيت هي أيضًا إلى انتهاج هذه الطريق عينها لكي تشرك الناس في ثمار الخلاص. فالرّب يسوع، “الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة، بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر” (في 2: 6)، “وقَدِ افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ لِتَغتَنوا بِفَقْرِه”. (2كور 8: 9)، كذلك الكنيسة أيضًا، فإنّها على كونها تفتقر إلى موارد بشريّة للقيام برسالتها، لم توجد لتطلب المجد الدنيوي، بل لتعلّم بمثالها أيضًا ما التواضع والكفر بالذات. فالرّب يسوع المسيح قد أرسله الآب “لِيُبَشِّرَ الفُقَراء… ويُعلِنَ لِلمَأسورينَ تَخلِيَةَ سَبيلِهم ويُفَرِّجَ عنِ الـمَظلومين” (لو 4: 18) “وِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه” (لو 19: 10)، كذلك الكنيسة تغمر بحبّها جميع الذين يرهقهم الضعف البشريّ بل ترى في الفقراء والمتألّمين صورة مؤسّسها الفقير المتألّم، وتعمل جاهدةً على تلطيف بؤسهم، وتريد أن تخدم المسيح فيهم… والكنيسة “تواصل طريقها ما بين اضطهادات العالم وتعزيات الله” (القدّيس أوغسطينوس)، مبشّرةً بصليب الربّ وموته إلى أن يأتي (راجع 1كور11: 26). إنمّا تتقوّى بقوّة الربّ الناهض من الموت، لكي تتغلّب بالصبر والمحبّة على مضايقها ومصاعبها التي من الداخل ومن الخارج، وتكشف للعالم بأمانة سرّ الربّ الذي لن ينفكّ يغشاه الظلّ إلى أن يتجلّى في النّهاية في وضح النور.
maronite readings – rosary.team