السبت، ١٢ نوفمبر : البابا فرنسيس
إنّ اللقاء الشخصيّ مع حبّ الرّب يسوع هو الّذي يخلّصنا: فالحافز الأوّل للتبشير هو حبّ الرّب يسوع الّذي نلناه، كما أنّ اختبارنا بأنّه يخلّصنا يدفعنا على أن نحبّه دائمًا أكثر. لكن، ما هو هذا الحبّ الّذي لا يشعر بضرورة التحدّث عن المحبوب، وإظهاره والتعريف به؟ إن كنّا لا نشعر بالرغبة العارمة في أن نُعرِّف به، فمن الضروريّ أن نتفرّغ بعض الوقت فنطلب إليه في الصلاة كي يأتي ويغوينا، إذ إنّنا بحاجة إلى أن نتوسّل إليه يوميًّا، وأن نستجدي نعمته كي يفتح قلبنا البارد ويهزَّ حياتنا الفاترة والسطحيّة. وإذ نقف بحضرته، والقلب مفتوح، مستسلمين كي يتأمّل هو فينا، نشعر بتلك النظرة المحبِّة الّتي اكتشفها نَتَنائيلَ يوم حضر الرّب يسوع وقال له: “قبلَ أَن يَدعوَكَ فيلِبُّس وأَنتَ تَحتَ التِّينَة، رأَيتُك” (يو 1: 48). ما أعذب أن يكون المرء أمام المصلوب، أو راكعًا أمام القربان، وتحت نظر الربّ فقط! كم من الخير يعود علينا بأن يأتي ويلامس وجودنا ويحثّنا على منح حياته الجديدة! وبالتالي ما يحدث في النهاية، هو أن “ذاكَ الَّذي رَأَيناه وسَمِعناه، نُبَشِّرُكم بِه أَنتم أَيضًا”(1يو 1: 3). إنّ أفضل حافزٍ كي نصمّم على التّبشير بالإنجيل هو أن نتأمّل فيه بمحبّة، وأن نمضي وقتًا في قراءة صفحاته، وأن نقرأه بواسطة قلوبنا. إن قاربناه بهذا الطريقة سنفاجأ بجماله وسيغوينا مجدّدًا. إذًا إنّه من المُلِحّ أن نكتسب روحًا تأمليًّا يسمح لنا كلّ يوم بإعادة اكتشاف أنّا مؤتمنون على خيرٍ يؤنسن ويساعد على عيش حياة جديدة. لا شيء أفضل منها ينقل للآخرين.
maronite readings – rosary.team