السبت، ١٥ مارس : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن

لمرّة واحدة ووحيدة فقط خلال السنة، يُبرِز العالم الذي نراه سلطاته الخفيّة، ويكشف عن نفسه بطريقة ما. فتظهر الأوراق وتتفتّح الأشجار المثمرة والزهور، وينبت العشب والقمح. هناك انطلاقة مفاجئة وتفجّرٌ للحياة الخفيّة التي وضعها الله في العالم المادي. أجل، إنّ هذا مثالٌ على ما يمكن للعالم أن يفعل بأمر من الله. إنّ هذه الأرض سوف تنفجر في يوم من الأيّام… لنرى عالمًا جديدًا من الضوء والمجد الذي نرى فيه القدّيسين والملائكة. مَن بإمكانه أن يتخيّل -إن لم يكن صاحب خبرة -قبل شهرين أو ثلاثة من حلول الربيع أنّ وجه الطبيعة التي تبدو مائتة، سوف يصبح بهذه الروعة وبهذا التنوّع؟ إنّ الأمر مماثل بالنسبة إلى الربيع الأزلي الذي ينتظره جميع المسيحيّين؛ فهو آتٍ مهما تأخّر. فلننتظر “قَليلاً قَليلاً مِنَ الوَقْت فيَأتي الآتي ولا يُبطِئ” (عب 10: 37). لذلك نقول كلّ يوم: “ليأتِ ملكوتك”؛ وهذا يعني: يا ربّ أظهر نفسك”يا جالِسًا على الكَروبينَ، أَشرِقْ… أَيقِظْ جَبَروتَكَ وهَلُمَّ لِخَلاصِنا” (مز80[79]: 2-3).
maronite readings – rosary.team