السبت، ١٩ أكتوبر : القدّيس بونافَنتورا
إن كان لديكِ بعض الفضائل، مصادر لأعمال صالحة، أو بالأحرى لأنّكِ غنيّة بالفضائل، ثابري على ممارستها، تقدّمي دائماً فيها، ومن خلالها، قودي صراع الرّب يسوع المسيح حتى الموت، بحيث أنّه في اليوم الأخير، في نهاية حياتكِ، تتلقَّين كأجر ومكافأة مقابل عملكِ إكليل المجد والشرف. ولهذا يقول لكِ الرّب يسوع المسيح، حبّكِ الوحيد، في سفر الرؤيا: “كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ.” (رؤ 2 :10). هذا الإكليل ليس إلّا مكافأة الحياة الأبديّة، الذي حيازته يجب أن تُشعل رغبةً جميعَ المسيحيّين. إنطلقي، يا حبيبة الله، يا عروسة الرّب يسوع المسيح، يا حمامة الملك الأزليّ، تعالَي، أسرعي إلى عرس ابن الله، لأنّ كلّ البلاط السماويّ ينتظركِ، “كلّ شيء مُعَدّ” (راجع مت 22 : 4 ؛ لو 14 : 7 وما يليها). هناك خادم وسيم ونبيل جاهز لخدمتكِ؛ لقد أُعِدّ طبق ثمين ولذيذ لِيَقوتَكِ؛ مجتمع لطيف ومحبّ جدّاً مستعدّ لمشاركة فرحكِ. لذا قومي وأسرعي! أسرعي إلى هذا العرس، لأنّ خادمًا بمنتهى الجمال مستعدّ لخدمتكِ. هذا الخادم هو مجموعة الملائكة، فماذا أقول؟ إنّه ابن الإله الأزليّ! ألا يعطي ذاته لهذا في الإنجيل المقدّس؟ “اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدُمُهُمْ ” (لو 12: 37). آه! كم سيكون مجد الفقير والمحتقَر عظيمًا عندما سيخدمهم ابن الله، الرّب الملك، وكلّ جيش الملكوت السماويّ مجتمِعًا. كما يتمّ إعداد طعام ثمين ولذيذ لإطعامكِ. سيرتّب ابن الله نفسه المائدة بيديه. وهو يؤكّد ذلك في الإنجيل المقدّس: “وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي” (لو 22: 29-30). آه! كم هو حلو ولذيذ هذا الطعام، الذي أعدّه الله في صلاحه للفقراء! آه! كم سعيد هو الذي يجب أن يأكل في السماء هذا الخبز المُعَدّ في أحشاء العذراء بنيران الرُّوح القدس! “مَنْ يَأْكُلْ هذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ” (يو6: 58). يغذّي الملك السماويّ مختاريه ويُحييهم من هذا الخبز، هذا الطعام، كما قيل في سِفر الحكمة: “شَعْبُكَ أَطْعَمْتَهُمْ طَعَامَ الْمَلاَئِكَةِ” (حك 16: 20).
maronite readings – rosary.team