السبت، ١٩ مارس : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
في بداية طريق الإيمان، التقى إيمان مريم بإيمان يوسف. يمكننا أن ننسب ما قالته إليصابات بابتهاج لأمّ المخلّص: “فَطوبى لِمَن آمَنَت” (لو 1: 45)، بشكلٍ ما إلى القدّيس يوسف، لأنّه أجاب بطريقة إيجابيّة على “كلمة الله” عندما أُعلنت له في مرحلة حاسمة. صحيح أنّ القدّيس يوسف لم يُجِب الملاك بنفس طريقة مريم، غير أنّه “فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاكُ الرَّبِّ وأَخَذَ ٱمْرَأَتَهُ”. وما فعله القدّيس يوسف يقع في خانة “طاعَةِ الإِيمانِ” (راجع رو 1: 5) بالكامل. يمكننا إذًا القول إنّ ما قام به القدّيس يوسف يوحّده بشكلٍ مميّزٍ جدًّا مع إيمان مريم؛ فقد تقبّل كحقيقة آتية من الله ما تقبّلته مريم سابقًا خلال البشارة. قال المجمع الفاتيكاني الثاني: “إنَّ طاعةَ الإيمان أمرٌ واجبٌ لله الموحي، وبهذه الطاعةِ يُفوِّضُ الإنسان أمرَه إلى تدبيرِ الله بكامِلِ حرِّيتِهِ، فيُخضِعُ لهُ تماماً عقلَه وإرادتَه، ويَقبَلُ، عن رضى، الحقائقَ التي يَكشفُها له (كلمة الله [Dei Verbum]، دستور عقائدي في “الوحي الإلهي”، العدد 5). هذه العبارة التي تمسّ جوهر الإيمان، تنطبق تمامًا على القديس يوسف الناصري. لقد أصبح يوسف، وبشكلٍ استثنائي، حاملاً للسرّ “الذي ظَلَّ مَكتومًا طَوالَ الدُّهورِ في اللهِ” (أف 3: 9)، تمامًا مثل مريم في ذلك الوقت المصيري الذي سمّاه القدّيس بولس “ملء الزمان”، عندما “أَرسَلَ اللهُ ابنَه مَولودًا لامرَأَةٍ ، لِيَفتَدِيَ الذينَ هم في حُكْمِ الشَّريعة، فنَحْظى بِالتَّبَنِّي” (غل 4: 4–5)… هكذا يكون يوسف، مع مريم، المؤتمن الأوّل على هذا السرّ الإلهي… وعندما نعود إلى إنجيلَيّ متّى ولوقا، يمكننا أن نُعلن أيضًا أنّ يوسف كان أوّل مَن شارك في إيمان أمّ الله، وساند بالتالي خطيبته من خلال إيمانه بالبشارة الإلهيّة؛ لقد وضعه الله كأوّل شخصٍ على طريق حجّ إيمان مريم… سينتهي الطريق الخاصّ بيوسف، أي حجّ إيمانه أوّلاً…؛ إلاّ إنّ طريق إيمان يوسف سلك الاتّجاه نفسه.
maronite readings – rosary.team