السبت، ١ مارس : القدّيس أوغسطينُس

لقد سمعنا للتوّ الإنجيل حيث ينتقد الرّب يسوع هؤلاء الذين يجيدون تفسير أحوال السماء ولم يستطيعوا أن يعرفوا الوقت الذي فيه أصبح ضروريًّا الإيمان بملكوت السماوات. كان ذلك الخطاب موجّهًا إلى اليهود ولكنّ هذه الكلمة تصل إلينا اليوم. والحال أنّ الربَّ يسوع كان هو نفسه قد بدأ مهمّته التبشيريّة بهذا القول: “توبوا فإنَّ ملكوت السماوات قريب” (راجع مت 4: 17). وكان يوحنّا المعمدان السابق قد بدأ بالطريقة نفسها: “توبوا لأنّ ملكوت السماوات قريب” (راجع مت 3: 2). والآن، ها هو الربّ يؤَنِّبهم لأنّهم لا يريدون أن يتوبوا في حين أن ملكوت السماوات أصبح قريبًا. يعود إلى لله معرفة متى تأتي نهاية العالم: ولكن في كلّ الأحوال، هذا هو وقت الإيمان… الوقت قريب لكلٍّ منّا، لأنّنا فانون. نحن نسير وسط المخاطر. لو كنّا من زجاج، لكان خوفنا أقلّ. أي شيء قابل للكسر أكثر من الوعاء الزجاجي؟ لكنّنا نحتفظ به وهو يدوم دهورًا لأنّنا نخاف عليه من السقوط على الأرض، لا من الشيخوخة أو المرض. نحن إذًا قابلين أكثر للعطب وضعيفين أكثر. وهذا الضعف يجعلنا نخاف كلَّ يوم من الحوادث الثابتة في حياة البشر. وإن لم يكن هنالك من حوادث، فإنّ الوقت يمرّ. يتحاشى المرء الصدامات، لكن هل يتحاشى الساعة الأخيرة؟ هو يتحاشى الأمور التي تأتي من الخارج، لكن هل يستطيع أن يطرد ما يولد في داخله؟ أحيانًا كثيرة، قد يصاب بأيّ مرضٍ بشكل مباغت. وأخيرًا، قد يمضي الإنسان حياته كلّها بدون مشاكل، لكن في نهاية الشيخوخة، لا يعود هنالك أيّة مهلة إضافيّة.
maronite readings – rosary.team