السبت، ٢٠ نوفمبر : القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ
بما أنّ إبراهيم كان نبيًّا، فإنّه رأى بالرّوح يوم مجيء الربّ وطريق آلامه التي من خلالها سيُخلَّص هو وكلّ مَن يؤمن بالله. فتهلّل فرحًا. لذلك لم يكن الربّ مجهولاً عند إبراهيم لأنّه تاق إلى رؤية يوم الربّ… لقد رغب في رؤية هذا اليوم لكي يتمّكن من معانقة الرّب يسوع المسيح. ولمّا رآه نبويًّا بالرُّوح ابتهج. لذلك فإنّ سمعان (الشيخ) الذي كان من ذريّة إبراهيم تمّم فرح أبي الآباء وقال: “الآنَ تُطلِقُ، يا سَيِّد، عَبدَكَ بِسَلام، وَفْقاً لِقَوْلِكَ فقَد رَأَت عَينايَ خلاصَكَ الَّذي أَعدَدَته في سبيلِ الشُّعوبِ كُلِّها” (لو 2: 29-31)… كذلك فإنّ إليصابات قد عظّمت الرّب وابتهجت بخلاص الله”. إنّ ابتهاج إبراهيم ينزل بهذه الطريقة على الذين كانوا ساهرين، وهم يرون الرّب يسوع ويؤمنون به. ومن ذريّة إبراهيم إلى إبراهيم نفسه كان يرجع ذلك الابتهاج… لذلك شهد الربّ له بحقّ قائلاً: “ابتهج أَبوكُم إِبراهيم راجِياً أَن يَرى يَومي ورآهُ فَفَرِح”. ولم يكن يعني بقوله هذا إبراهيم وحسب بل كان يعني به جميع أولئك الذين منذ البدء حصلوا على معرفة الله وتنبّأوا بمجيء الرّب يسوع المسيح. لأنّهم تلّقوا هذا الوحي من الابن نفسه الذي أظهر ذاته في هذه الأيّام الأخيرة وبات ملموسًا، وكلّم البشر ليقيم مِن الحجارةِ أَبناءً لإِبراهيم (مت 3: 9)، وليجعل نسله بعدد نجوم السماء.
maronite readings – rosary.team