السبت، ٢١ سبتمبر : القدّيس غريغوريوس الكبير
يمكننا أن نُقارن مختلف ساعات النهار هذه بأعمار حياة كلّ إنسان. فالفجر هو طفولة عقلنا. والساعة الثالثة يمكن أن تُفهم بالمراهقة، لأن الشمس ترتفع حينها، إذا جاز التعبير، كما تبدأ حماسة الشباب بالإحماء. أمّا الساعة السادسة فهي سِنّ النضج، حيث تضع الشمس نقطة توازنها، ويكون الإنسان حينها في ملء قوّته. بينما الساعة التاسعة تعني الشيخوخة، حيث تنحدر الشمس نوعًا ما من أعلى السماء، لأنّ حرارة منتصف العمر تأخذ بالبرودة. وأخيرًا، فالساعة الحادية عشرة هي ذلك العمر الّذي نسمّيه الشيخوخة القصوى… بما أنّ البعض مدعوّون إلى حياة مستقيمة منذ الطفولة، والبعض الآخر أثناء المراهقة، وآخَرين في عمر النضوج، وآخَرين في الشيخوخة، وغيرهم أخيرًا في عمر متقدّم جدًّا، فكما لو كانوا مدعوّين إلى الكرم في مختلف ساعات النهار. تأمّلوا إذن طريقة عيشكم، يا إخوتي، وانظروا إن كنتم بدأتم تتصرّفون كعَمَلَة الله. فكّروا مليًّا، وانظروا إن كنتم تعملون في كرم الربّ… مَن أهمل العيش من أجل الله إلى نهاية عمره هو كالعامل الّذي ظلّ بطّالاً إلى الساعة الحادية عشرة… “لِماذا بَقيتُم هَهُنا طَوالَ ٱلنَّهارِ بَطّالين؟” كما لو كنّا نقول بوضوح: “إن لم تريدوا العيش من أجل الله في شبابكم وفي عمر النضوج، توبوا على الأقلّ في نهاية عمركم… وتعالوا رغم ذلك إلى طرق الحياة”… ألم يَصِل اللصّ في الساعة الحادية عشرة؟ (راجع لو 23: 39). وجد نفسه بالغًا نهاية حياته ليس بسبب عمره المتقدّم، إنّما بسبب عذابه. فاعترف بالله على الصليب، ولفظ أنفاسه الأخيرة تقريبًا في نفس الوقت الّذي لفظ فيه الربّ حُكمَه. وربُّ الكرم، بقبوله اللصّ قبل بطرس في راحة الفردوس، دفع الأجرة مبتدئًا بالآخِر.
maronite readings – rosary.team