السبت، ٢٢ يناير : بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
إنّ التقليد الرَّسولي ليس مجموعة أشياءٍ أو كلماتٍ أو علبة لأشياء ميتة؛ لا بل إنّه نهر الحياة الجديدة الذي ينبع من الجذور، أي من الرّب يسوع نحونا، ويشركنا في تاريخ الله مع البشريّة. إنّ التقليد الرَّسولي هذا… هو ذو أهميّة كبرى بالنسبة إلى حياة الكنيسة. لقد شدّد المجمع الفاتيكاني الثاني، في هذا المجال، على أنّ التقليد هو رسولي في أصله: “لقد أعدَّ الله بحلمه الفائقِ ما كان قد أوحى به لخلاصِ جميعِ الأممِ كي يدومَ بكُلِّيَتِهِ مدى الدَّهر، ويُسَلَّمَ للأجيالِ كلها. ولهذا فإن الرّب يسوع المسيحَ، الذي فيه يتمُّ وحيُ الله العلي بكاملِهِ (راجع 2كور1: 30 و3: 16 و4: 6)، بعد أن كمَّلَ وأعلن بنفسِهِ البشارةَ التي كان الأنبياءُ قد وعدوا بها، أَمَرَ رسلَهُ وأعطاهم المواهبَ الإلهيَّة ليكرزوا بها على الجميعِ يُنبوعًا لكلِّ حقيقةٍ خلاصيَّةٍ ونظامٍ أخلاقي” (كلمة الله: دستور عقائدي في الوحي الإلهي، العدد 7). وتابع المجمع الفاتيكاني مشدّدًا على أنّ هذا الالتزام قد تمّ تحقيقه “بكلِّ أمانةٍ إمّا عن يَد الرسلِ الذين لم تكن كرازتهم الشفويّة ومثالهم ومؤسّساتهم سوى نتيجةً لأقوالِ الرّب يسوع أو لصُحبَتِه أو لأعماله أو لِما تعلَّموه بوحيٍ من الروح القدس الذي به دوَّنوا بشارةَ الخلاص”. إنّ الرسل، وهم رؤساء إسرائيل النهيويّة، وكان عددهم اثنا عشر رسولاً كما هو عدد أسباط إسرائيل، تابعوا الحصاد الذي بدأه الربّ يسوع، وهم يفعلون ذلك قبل كلّ شيء بنقل النعمة المعطاة لهم، أي بشرى الملكوت الذي أتى إلى البشر بشخص الربّ يسوع المسيح. إنّ عددهم لا يدلّ فقط على التواصل مع الأصل المقدّس، أي إسرائيل ذات الأسباط الإثني عشر، إنّما أيضًا على الغاية الجامعة لرسالتهم الحاملة الخلاص إلى أقاصي الأرض. كما إنّنا نستطيع أن نفهم ذلك من خلال القيمة الرمزيّة للأعداد لدى الشعوب الساميّة: فالعدد 12 هو نتيجة لعمليّة ضرب الرقم 3 (وهو رمز الكمال) بالرقم 4 الذي يدلّ على أقطار العالم الأربعة.
maronite readings – rosary.team