السبت، ٢٦ فبراير : القدّيس أمبروسيوس
يريدنا الربّ أن نكون متيقّظين ومنتظرين في كلّ لحظة مجيء المخلّص. لكن بما أنّ المنفعة تكون ضئيلة والاستحقاق واهن عندما يكون الخوف من العذاب هو فقط ما يمنعنا من الضياع، وبما أنّ الحبّ هو القيمة الأسمى، فإنّ الربّ نفسه هو مَن أشعل فينا الرغبة في اكتساب الله عندما قال: “جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا”. طبعًا، ليست تلك النَّار المدمّرة، بل تلك التي تشعل النوايا الحسنة، وتصقل الأواني الذهبيّة في بيت الربّ من خلال استهلاك الهشيم والتبن (راجع 1كور 3: 12)، وابتلاع القشور الأرضيّة المتراكمة عبر طعم الملذّات الأرضيّة التي هي صنيعة الجسد الذي سوف يفنى. هذه هي النّار الإلهيّة التي كانت تشعل عظام الأنبياء، كما قال إرميا: “لكِنَّه كانَ في قَلْبي كنارٍ مُحرِقَة قد حُبِسَت في عِظامي” (إر20: 9). إذ إنّ هناك نار من الربّ وقد قيل عنها: “أَمامَهُ تَسيرُ نار وَتُحرِقُ حَولَهُ العِدى” (مز97[96]: 3). فالربّ بحدّ ذاته هو نار، “يَتَوَقَّدُ بِٱلنّار، وَهوَ لا يَحتَرِق” (راجع خر 3: 2). إنّ نار الربّ هي نور أزليّ، نارٌ تشعل مصابيح المؤمنين: “لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة” (لو 12: 35). فالمصباح ضروري في ظلام أيّام هذه الحياة. هذه هي النار التي، وفقًا لشهادة تلمذيّ عمّاوس، وضعها الله فيهما: “أَما كانَ قلبُنا مُتَّقِدًا في صَدرِنا، حينَ كان يُحَدِّثُنا في الطَّريق، ويَشرَحُ لنا الكُتُب؟” (لو 24: 32). لقد علّمانا بثقة ما هو تأثير هذه النار التي تنوّر أعماق القلوب. لذا، سوف يأتي الربّ في النار (راجع إش 66: 15) ليزيل الشرّ لحظة القيامة، وليملأ بحضوره رغبات كلّ شخص، وليلقي نوره على الفضائل والأسرار.
maronite readings – rosary.team