السبت، ٢٦ مارس : التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
“أومن بإلهٍ واحدٍ… خالق السماء والأرض، كلّ ما يُرى وما لا يُرى”(قانون الإيمان). إنّ وجود الكائنات الروحانيّة، غير الجسديّة، التي درج الكتاب المقدّس على تسميتها ملائكة، حقيقة إيمانيّة. فشهادة الكتاب المقدّس واضحة وكذلك إجماع التقليد. لقد قال القدّيس أوغسطينُس في شأنهم: “إن كلمة ملاك تدلّ على المهمّة لا على الطبيعة. قد تسأل عن ماهيّة هذه الطبيعة؟ إنّها روح. وتسأل كذلك عن المهمّة: ملاك. هو من حيث هو روح، روح، ومن حيث عمله، ملاك”. إنّ الملائكة، في ذات كيانهم كلّه، خدّام الله ورسله، لأنّهم “يُشاهِدونَ أَبَداً وَجهَ أَبي الَّذي في السَّمَوات” (مت 10:18)، إنّهم “مَلائِكَتَه الجَبابِرَةَ الأَشِدَّاء العاَمِلينَ بِأَوامِرِه عِندَ سَماعِ كَلِمَتِه” (مز 103[102]: 20). في كونهم خلائق روحانيّة مجرّدة، هم عقل وإرادة: إنّهم خلائق شخصيّة وغير ميتة. ويتفوّقون على جميع الخلائق المرئيّة كمالاً. وألَقُ مجدهم يشهد بذلك. إنّ الرّب يسوع المسيح هو مركز العالم الملائكي. إنّهم ملائكته: “وإِذا جاءَ ابنُ الإِنسانِ في مَجْدِه، تُواكِبُه جَميعُ الملائِكة” (مت 25: 31). هم له لأنّه هو الذي خلقهم وله خلقهم: “ففيه خُلِقَ كُلُّ شيَء مِمَّا في السَّمَواتِ ومِمَّا في الأَرْض ما يُرى وما لا يُرى أَأَصْحابَ عَرْشٍ كانوا أَم سِيادَةٍ، أَم رِئاسةٍ أَم سُلْطان كُلُّ شيَءٍ خُلِقَ بِه ولَه”. (كول 1: 16) وهم له فوق ذلك لأنّه جعلهم رسل قصده الخلاصي: “أَما هُم كُلُّهم أَرواحٌ مُكَلَّفونَ بِالخِدْمَة، يُرسَلونَ مِن أَجْلِ الَّذينَ سَيَرِثونَ الخَلاص؟” (عب 1: 14) إنّهم ههنا منذ بدء الخليقة، وعلى مدى تاريخ الخلاص، مبشّرين، من بعيدٍ أو من قريب، بهذا الخلاص، وخادمين القصد الإلهي في تحقيقه.
maronite readings – rosary.team