السبت، ٢٩ يناير : القدّيس مكسيمُس الطورينيّ
من خلال آلامه، حمل الربّ كلّ خطايا البشريّة كي لا يبقى شيء يمكن أن يلحق الأذى بالإنسان لاحقًا. فالصليب إذاً هو سرّ كبير، وإذا حاولنا فهمه، فبهذه العلامة تمّ خلاص العالم بأجمعه. في الواقع، عندما ينزل البحّارة إلى البحر، يرفعون السارية أوّلاً ثمّ يفتحون الشراع لتبحر السفينة؛ هكذا يشكّلون صليب الربّ؛ وبأمان بفضل علامة الربّ هذه، يصلون إلى برّ الأمان وينجون من خطر الموت. فالشراع المعلّق على السارية هو بالواقع صورة لهذه العلامة الإلهيّة، تمامًا كالرّب يسوع المسيح الذي عُلّق على الصليب. لهذا السبب، وبفضل الثقة النابعة من هذا السرّ، لا يكترث هؤلاء الرجال بالعواصف ويصلون إلى المكان المقصود. هكذا، فالكنيسة لا يمكن أن تستمرّ بدون الصليب تمامًا كالسفينة التي تفقد صلابتها بدون السارية. فالشيطان يزعجها والرياح تضرب السفينة، لكن عندما ترتفع علامة الصليب، يتمّ التصدّي لظلم الشيطان وتهدأ العاصفة فورًا. كما أنّ المزارع لا يبدأ عمله بدون إشارة الصليب: من خلال تركيب قطع محراثه، هو يرسم صورة الصليب… السماء أيضًا تظهر هذه العلامة من خلال اتّجاهاتها الأربعة، الشرق، الغرب، والشمال والجنوب. كما أنّ شكل الإنسان نفسه، عندما يرفع يديه، يرمز إلى الصليب؛ خاصّة عندما نصلّي رافعين أيدينا، نعلن بجسدنا آلام الربّ… بهذه الطريقة، انتصر موسى القدّيس عندما كان يحارب العمالقة، لا بالسلاح، بل بيديه المرفوعتين نحو الربّ (راجع خر 17: 11). إذًا، بعلامة الربّ هذه، انشقّ البحر، وزُرعت الأرض، وحُكمت السماء، وخُلّص البشر. كذلك، وأؤكّد على الأمر، بعلامة الربّ هذه، انفتحت أعماق مثوى الأموات. لأنّ يسوع الإنسان، الربّ، حامل الصليب الحقيقي، دُفن في الأرض، والأرض التي حرثها بعمق، والتي فلحها من الجهات كلّها، أثمرت جميع الموتى التي كانت تحتجزهم.
maronite readings – rosary.team