السبت، ٤ سبتمبر : القدّيس توما الأكوينيّ
هنالك فرق بين الصلاة التي تُرفَع إلى الله والطّلب الذي يُوجَّه إلى الإنسان. إنّ الطّلب المُوجَّه إلى الإنسان يفترضُ أوّلاً درجة معيّنة من الألفة التي يمكن من خلالها الوصول إلى الشخص الذي يُوجَّهُ الطّلب إليه. بينما الصلاة التي تُرفَعُ إلى الله تجعلُنا بحدّ ذاتها مُقرَّبين منه. فتَرتفعُ نفسُنا نحوَه، وتتحادثُ معه بحنان وتعبدُه بالرُّوح والحقّ. إنّ هذه الحميميّة التي تُكتَسبُ من خلال الصلاة هي التي تحثُّ الإنسان على العودة إلى الصلاة بثقة. لذا، قيلَ في المزمور: “اللّهُمَّ إنّي دَعَوتُكَ”، أي صلّيْتُ بثقة، “لأنّكَ تُجيبُني” (مز17[16]: 6). فبعد أن دخلَ في علاقة حميمة مع الله من خلال صلاة أولى، بدأ صاحب المزمور يصلّي بثقة متزايدة. في الصلاة المُوجَّهة إلى الله، لا تشكّلُ المواظبة أو الإلحاح في الطلب مصدر إزعاج، بل يُعتَبر ذلك مُرضيًا في نظر الله. فقد جاء في الإنجيل: “صلّوا ولا تملّوا”. وفي مكانٍ آخر، دعانا الربّ إلى الطلب: “إسألوا تُعطَوا، إقرَعوا يُفتَح لكم” (مت 7: 7).
maronite readings – rosary.team