السبت، ٥ فبراير : عظة يونانيّة من القرن الرابع
إنّ شجرة الصّليب هي بالنّسبة لي زرعُ الخلاص الأزلي، الذي منه أتغذّى ومنه أرتوي. ومن خلال جذورها أترسّخ، وبواسطة فروعها أتمدّد… وفي ظِلالها نصبتُ خيمتي وفيها أجد راحتي هربًا من الْقَيْظِ. وأوراقها هي خُضرتي، وثمارها مباهجي الممتازة … وهي مأكلي عند الجوع وموردي عند العطش، وملبسي في العُرّي، لأن أوراقها هي “روح” الحياة… فبعيدةٌ عنّي من الآن أوراق شجرة التين (راجع تك 3 : 7). وعندما أخشى الله، يكون هو كنفي؛ وعندما أتعثّر يكون هو سندي؛ وجائزتي عندما أقاتل؛ وكأسي عندما أربح. وهو لي الباب الضيَّقَ والطَّريقَ الحرِج (راجع مت 7: 14). هو سلّم يعقوب وطريق الملائكة الذي على رأسه يتكئّ الربّ حقًا (تك 28: 12). وشجرة الصليب هذه ذات الأبعاد السماوية إرتفعت من الأرض إلى السماء، وتركزّت زرعًا أزليًا وسط السماء والأرض، وأساسًا لكلّ شيء، وأساسًا للكون والعالم… وأنت من ندعوك، أيّها الربّ الأزليّ، يسوع المسيح الرّب والملك، أبسِط يديك الكبيرتين على كنيستك المقدّسة وعلى شعبك، الذي هو دومًا لك … لأنك سحقت أعداءك … إرفع الآن كذلك كؤوس خلاصنا، وٱمنحنا أيضًا نعمة غناء مزمور النصر مع موسى، لأن لك المجد والقوة إلى أبد الآبدين.
maronite readings – rosary.team