السبت، ٥ مارس : القدّيس يوحنّا السُّلَّميّ
لتكن صلاتكم في غاية البساطة، فكلمة واحدة كانت كافية للعشّار وللابن الشاطر (راجع لو 15: 21) لنيل مسامحة الله… لا تبحثوا عن كلمات تضيفونها إلى صلواتكم، فكم من مرّة لوّت التمتمات البسيطة والرتيبة قلوب الآباء تجاه أبنائهم! لا تُدخلوا أنفسكم في خطابات طويلة حتّى لا تلهوا أرواحكم بالبحث عن الكلمات. فقد تمكّنت كلمة واحدة من العشّار من التأثير على رحمة الله؛ كما أنّ كلمة واحدة مفعمة بالإيمان أنقذت اللصّ الصالح (راجع لو 23: 42). إنّ الإسهاب بالكلام خلال الصلاة غالبًا ما يملأ النفس بالصُوَر ويُلهيها، فيما يمكن لكلمة واحدة أن تجعلها تستغرق في التأمّل. هل شعرتم يومًا بالتعزية نتيجة تأثّركم بكلمة صلاة؟ هذا لأنّ ملاكنا يصلّي معنا. لا ثقة مفرطة بالنفس، حتّى لو نلتم الطهارة، بل بالأحرى تواضع شديد ممّا سيشعركم بثقة أكبر. حتى لو تسلّقتم سلّم الكمال، صلّوا لكي تطلبوا غفران خطاياكم؛ أصغوا إلى صرخة القدّيس بولس معترفًا بأنّه ” أَوَّلُ الخاطِئِين” (راجع 1تم 1: 15)… إذا لبستم رداء الوداعة وتحرّرتم من كلّ أنواع الغضب، لن يكلّفكم الكثير لتحرّروا أنفسكم من الأسر. طالما لم ننل نعمة الصلاة الحقيقيّة، نحن نشبه من يعلّمون أبناءهم الخطوات الأولى. اعملوا لترفعوا أفكاركم أو لتحتووها في كلمات صلواتكم، وإذا ما أوقع الضعف هذه الكلمة، ارفعوها. لأنّ الرُّوح غير مستقرّة، وهذا يعود إلى طبيعتها، ولكن “ذلك” الذي بمقدوره تقوية كلّ الأمور، كذلك بإمكانه تصحيح الرُّوح… تكمن الدرجة الأولى في الصلاة بطرد اقتراحات النفس بكلمة بسيطة لحظة ورودها. أمّا الدرجة الثانية، فهي تركيز تفكيرنا فقط على ما نقول وعلى ما نفكّر فيه. أما الدرجة الثالثة، فتكمن باختلاء النفس في الربّ.
maronite readings – rosary.team