السبت، ٥ نوفمبر : القدّيس مكسيمُس الطورينيّ
يقول إشعيا النبيّ: “إنَّ كَرمَ رَبِّ القواتِ هو بَيت إِسْرائيل” (إش 5: 7). وهذا البيت، هو نحن…، وبما أنّنا إسرائيل، فنحن الكرم. لننتبه جيّدًا إذن لئلاّ ينبت من أغصاننا، بدلاً من عنب الوداعة، عنبُ السخط (راجع رؤ 14: 19)، لئلاّ يُقال لنا…: “انتَظَرتُ أَن يُثمِرَ عِنبًا فأَثمَرَ حِصرِمًا بَرِّيًّا” (إش 5: 4). يا لَلأرض الناكرة الجميل! الأرض الّتي كان يجب أن تقدّم لسيّدها ثمار الوداعة، طعنته بأشواكها الحادّة. كذلك أعداؤه الّذين كان ينبغي أن يستقبلوا المخلّص بكامل تقوى إيمانهم، كلّلوه بأشواك الآلام. بالنسبة إليهم، كان هذا الإكليل يعني الاحتقار والإهانة، ولكن بنظر الربّ، كان إكليل الفضائل… انتبهوا، يا إخوتي، لئلاّ يُقال عنكم: “انتَظَرَ أَن يُثمِرَ عِنبًا فأَثمَرَ حِصرِمًا بَرِّيًّا” (إش 5: 2)… لنحذر ألاّ تجرح أعمالُنا السيّئة رأسَ الربّ مثل الأشواك. هناك أشواك القلب قد جرحت حتّى كلمة الله، كما يقول الربّ في الإنجيل عندما يروي أنّ حَبّ الزارع “وقع بَعضُه الآخَرُ على الشَّوك فارتفعَ الشَّوكُ فخَنقَه”. (مت 13: 7)… فاسهروا إذن لئلاّ يُنبت كَرْمُكم أشواكًا بدلاً من العنب؛ وألاّ يُنتج حصادُكم خلاًّ بدلاً من الخمر. فمن يحصد محصوله دون أن يوزّع منه على الفقراء، يحصل على الخلّ بدل العنب؛ ومَن يحصد محصوله دون أن يوزّع منه على المحتاجين، لا يضع جانبًا ثمرة الصدقات، بل أشواك الجشَع.
maronite readings – rosary.team