السبت، ٦ نوفمبر : القدّيس غريغوريوس النيصيّ
“حَبيبتي عُنْقُودُ حِنَّاءَ في كُروم عَينَ جًدْيَ” (نش 1: 14)… هذا العنقود الإلهي تُغطّيه الزهور قبل الآلام ويسكب خمره في وقت الآلام… لا يظهر العنقود على الكرمة تحت الشكل ذاته، فهو يتغيّر مع الوقت: يُزهر، يثمر، يكتمل وعند نضوجه التام يتحوّل إلى نبيذ. الكرمة تعِدُنا إذًا من خلال ثمرها: فهو لم ينضج بما فيه الكفاية ليُعصر نبيذًا، لكنّه ينتظر ملء الزمان. غير أنّه قادرٌ على إسعادنا؛ فقبل أن نتذوّق طعمه، يُسحرنا برائحته بانتظار الثمار المُقبِلة، ويجذب حواس الروح بعطور الرجاء. ذلك أنّ الإيمان الراسخ بالنعمة المرجوّة يُصبح فرحًا للّذين ينتظرون بثبات. هذا هو حال العنب الّذي يعِد بالنبيذ قبل أن يتحوّل إليه: فهو عندما يُزهر- فزهره يمثّل الرجاء- يضمن لنا حلول النعمة فيما بعد… من تناغمت إرادته مع إرادة الربّ لأنّه “بِشَريعَتِه يُتَمتِمُ نَهارَه ولَيلَه” يصبح “كالشَّجَرَةِ المَغْروسةِ على مَجاري المِياه تُؤْتي ثَمَرَها في أَوانِه ووَرَقُها لا يَذبُلُ أَبدًا” (مز1: 2-3). لذلك، فإنّ كرمة العريس المتجذّرة في أرض “جَدْيَ” الخصبة، أي في أعماق النفس والّتي تستقي وتغتني بالتعاليم الإلهيّة، تُنتج هذا العنقود المُزهر والمُنتعش حيث تستطيع التأمّل بالبستاني الخاص بها وكرّامها الخاص. طوبى لهذه الأرض المزروعة الّذي يعكس ثمرها جمال العريس! لأنّ العريس هو النور الحقيقي، الحياة الحقيقيّة والعدالة الحقّة… وقيم عديدة أخرى. إذا توصّل أحد، من خلال أعماله، أن يشبه العريس، عندما ينظر إلى عنقود ضميره الخاص يجد العريس نفسه لأنّه يعكس نور الحقّ في حياة ساطعة لا عيب فيها. لذلك تقول الكرمة الخصبة هذه: “أفرخ الكرم وتَفتحَت زهورُه” (راجع نش 7: 13). العريس نفسه هو العنقود الحقيقي المعلّق على الخشبة، فأضحى دمه شراب خلاص للّذين يغتبطون بخلاصهم.
maronite readings – rosary.team