السبت، ٨ مارس : القدّيس أوغسطينُس

أَمِلْ يا رَبِّ أُذُنَكَ وأستَجبْ لي فإنِّي بائِسٌ مِسْكين” (مز 86[85]: 1). إنّ الله لا يميل أذنه نحو الغنيّ، بل نحو الفقير والمسكين، نحو المتواضع الذي يعترف بخطاياه، نحو الذي يتضرّع إلى الرحمة الإلهيّة، وليس نحو الشبعان الذي يتفاخر بنفسه كمَن لا يحتاج إلى شيء والذي يقول: “الَّلهُمَّ، شُكراً لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا الجابي”. لأنّ الفريسيّ الغنيّ كان يتغنّى بمزاياه؛ أمّا العشّار الفقير، فكان يعترف بخطاياه… كلّ مَن يرفض التكبّر يكون فقيرًا أمام الله، ونعرف أنّه يميل أذنه نحو الفقراء والمساكين. فقد أيقنوا أنّهم لا يستطيعون وضع أملهم في الذهب ولا في الفضّة ولا في الخيرات الأرضيّة التي يملكونها بوفرة لفترة معيّنة… عندما يحتقر الإنسان في نفسه كلّ مظاهر الكبرياء، فهو فقير بالنسبة إلى الله. لذا، يميل الله أذنه نحوه لأنّه يدرك عذابات قلبه… تعلّموا إذًا أن تكونوا فقراء ومساكين، سواء كنتم تملكون أم لا تملكون شيئًا في هذا العالم. يمكن أن نجد متسوّلاً متعجرفًا وغنيًّا يسكنه الإحساس ببؤسه. “إِنَّ اللهَ يُكابِرُ المُتَكَبِّرين”، سواء ارتدوا الحرير أو الملابس الممزّقة، “ويُنعِمُ على المُتَواضِعين” (يع 4: 6؛ أم 3: 34)، سواء امتلكوا خيرات هذا العالم أو لم يمتلكوها. فإنّ الله ينظر إلى الداخل: هو يَزين الداخل ويتفحّصه. أنتَ لا ترى ميزان الله؛ هو يضع فيه أحاسيسك ومشاريعك وأفكارك… إذا وجدتَ حولك أو فيك شيئًا يجعلك تشعر بالاكتفاء، تخلّص منه. فليكن الله ضمانتك كلّها؛ كن فقيرًا أمام الله ليملأك منه.
maronite readings – rosary.team