السبت، ٨ يناير : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
لقد قلنا ذلك من قبل، إنّه في لحظة اعتماد المخلّص تمّت تنقية كلّ المياه التي يمكن أن تستخدم لعمادنا، لكي تهطل نعمة الولادة الجديدة على كلّ الشعوب ابتداءً من ذلك الحين إلى الأجيال اللاحقة. كان يجب أيضًا أن يمثّل اعتماد الربّ يسوع المسيح المفاعيل التي يتركها العماد في المؤمنين؛ لذا، أضاف الإنجيلي: “واعتَمَدَ يسوع وخَرجَ لِوَقتِه مِنَ الماء”. ما حدث مع الربّ يسوع يمثّل السرّ الذي سيحدث لمَن سينالون العماد من بعده، ولذلك لم يقل الإنجيلي ببساطة: “خرج من الماء”، ولكنّه قال “خَرجَ لِوَقتِه”، لأنّ كلّ مَن يعتمد باسم الربّ يسوع في الظروف المناسبة يخرج من الماء فورًا، أي أنّه يمشي من فضيلة إلى فضيلة ويرتفع إلى منزلة سماويّة. بالفعل إنّ هؤلاء قد دخلوا إلى الماء بالجسد أبناءً فاسدين لآدم، فخرجوا منها روحانيّين تمامًا وحاصلين على لقب أبناء الله. وإذا كان البعض لا يستفيدون من نعمة عمادهم لخطأ ما لديهم، ما شأن العماد بذلك؟ لم يكتف الربّ بتقديس مياه العماد بأن لامسها بجسده، بل علّمنا أنّ السماء تنفتح لنا بعد العماد، وأنّ الروح القدس أعطي لنا؛ وهو ما تأكّده الكلمات الآتية: “فإِذا السَّمَواتُ قدِ انفتَحَت لَهُ فرأَى رُوحَ اللهِ يَهبِطُ كأَنَّه حَمامةٌ ويَنزِلُ علَيه”. لم تنفتح خارجيًّا، بل في عيون النفس فقط، مثل ما حدّثنا حزقيال في مقدّمة كتابه أنّ السّموات قد انفتَحَت له. لأنّه لو كانت السّماوات المرئيّة انفتحت حرفيًّا، لما قال الكاتب الإنجيلي: “قدِ انفتَحَت لَهُ”، ولكن بكلّ بساطة “قدِ انفتَحَت”؛ لأنّ ما هو مفتوح خارجيًّا هو مفتوح للجميع. سيسألني البعض: ما معنى هذا؟ هل كانت السَّماوات مغلقة في وقتٍ ما في عيون ابن الله، الذي بالرغم من كونه على الأرض لم ينقطع عن كونه في السّماوات أيضًا؟ علينا أن نعلم أنّه بسبب تجسّد ابن الله قد تمّ حدث عِمَاده وأنّه للسبب عينه قدِ انفتَحَت لَهُ السّمَواتُ لأنّه، وبحسب الطبيعة الإلهيّة، لم ينقطع أبدًا عن كونه في السّمَاوات.
maronite readings – rosary.team