السبت، ٩ أبريل : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
“فلَمَّا وَصَلَ يسوع وَجَدَ أَنَّهُ في القَبرِ مَنذُ أَربَعةِ أَيَّام… فدَمعَت عَيْنا يسوع” (يو 11: 17 + 35). لماذا بكى ربّنا أمام قبر لَعَازَر؟… لقد بكى شفقةً على حداد الآخرين…؛ لقد رأى محنة العالم… للأسف، فقد سبّبت أفكارٌ أخرى دموعه. كيف سيتمّ هذا الخير الباهر للأختَين المحزونتَين؟ سيتمّ على حسابه الخاصّ… جاء الرّب يسوع المسيح ليعطي الحياة للأموات بموته الخاصّ. وحاول تلاميذه أن يثنوه عن الرجوع إلى اليهوديّة، خوفًا من أن يُقتل فيها (راجع يو 11: 8)؛ فتحقّق خوفهم. لقد ذهب إليها ليُقيم لَعَازَر، وكانت شُهرة هذه الأعجوبة السبب الرئيسيّ في القبض عليه وصلبه (راجع يو 11: 53). كان يعرف كلّ ذلك مُسبَقًا…: لقد رأى قيامة لَعَازَر، ثمّ العشاء عند مرتا مع لَعَازَر على المائدة، والفرحة من كلّ الجهات، رأى مريم تكّرمه خلال هذا العشاء، عشاء العيد، بسكب الطيب الغالي الثمن عند أقدامه، واليهود الآتين بكثرة لا لرؤيته فقط بل لرؤية لَعَازَر أيضًا، ثمّ دخوله بانتصار إلى أورشليم، والحشود الّتي صرخت “هوشعنا”، والناس الّذين شهدوا لقيامة لَعَازَر، واليونانيّين الّذين أتوا ليسجدوا لله خلال الفصح والّذين أرادوا حتمًا رؤيته، والأطفال الّذين شاركوا بالفرحة العامّة – وبعدها الفريسيّين الّذي تآمروا ضدّه، ثمّ يهوذا الّذي خانه، وأصدقاءَه الّذين تركوه، والصليب الّذي سيتلقّاه… لقد شعر مسبقًا أنّ عودة لَعَازَر إلى الحياة كانت بسبب تضحيته بذاته، وأنّه سينزل إلى القبر الّذي تركه لَعَازَر، وأن لَعَازَر سيعيش وهو نفسه سيموت. لقد انقلبت المظاهر: كان يُحتفَل بالعيد عند مرتا في حين أنّ فصح المرارة الأخير سيكون من نصيبه فقط. لقد كان يعرف أنّه يقبل بهذا الانقلاب بملء إرادته؛ وأنّه نزل من حضن الآب ليكفّر بدمه عن خطايا جميع البشر ويقيم بهذا من القبر جميع المؤمنين.
maronite readings – rosary.team