الاثنين، ٢٢ أغسطس : بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
إلى جانب الخيرِ الفردي هناكَ الخيرُ المتعلّقُ بحياةِ الأشخاصِ في المجتمعِ، وهو ما ندعوهُ بالخيرِ العام. إنهُ خيرُنا “نحنُ جميعًا”، أفرادٍ وعائلاتٍ ومجموعاتٍ وسيطةٍ تتحدُ في جماعاتٍ اجتماعية. ليس الخيرُ العامُ هدفاً بحدِّ ذاتِهِ، لكنه خيرٌ لأجلِ الأشخاصِ الذين يُكوّنونَ الجماعاتِ في المجتمعِ… إن إرادةَ الخيرِ العام والعملَ لأجله لمَطلبُ عدلٍ ومحبة… إنّ كلّ مسيحيّ مدعو لعيش هذه المحبّة، طبقًا لدعوته وبحسب قدرته على التأثير في خدمات “المدينة”… هذه هي طريقُ المحبةِ المؤسساتية – والتي نستطيعُ أن ندعوها أيضًا بالسياسيةِ – وهي ليست أقلَ شأنًا وتأثيرًا من المحبةِ التي تلتقي بالقريبِ مباشرةً، خارج حدودِ الوساطاتِ المؤسساتية في “المدينة”. إنّ الاجتهاد في سبيلِ الخيرِ العام إذا ما أحيتهُ المحبةُ أضفت عليهِ قيمةً أسمى من كونِه مجرّدَ التزام دُنيوي وسياسي. فهو شأنُه شأنُ كلِّ اجتهاد في سبيلِ العدل، أي أنهُ يُشكِّلُ شهادةً للمحبةِ الإلهيةِ التي إذ تعملُ في الزمنِ الحاضر تُهيِّئُ زمنَ الأبدية. عندما يستلهمُ تصرُّفُ الإنسانِ على الأرضِ المحبةَ ويُؤسَّسُ عليها، يُساهِمُ في بناءِ مدينةِ اللهِ الشاملة، التي يسيرُ نحوها مجملُ تاريخِ الأسرةِ البشرية. وفي مجتمعٍ يسيرُ نحوَ العولمةِ لا يُمكنُ للخيرِ العام وللاجتهاد في سبيلهِ ألا يَشملا الأسرةَ البشريةَ جمعاء، أي جماعةَ الشعوبِ والأممِ، مما يوحِّدُ مدينةَ الإنسان ويمنحُها السلامَ، ويجعلُ منها بشكلٍ من الأشكالِ استباقًا يُصوِّرُ مدينةَ اللهِ الخاليةَ من الحواجز.
maronite readings – rosary.team