الأربعاء، ١٣ يوليو : أوريجينُس
“ثُمَّ خَرَجَ يسوعُ مِن هُناكَ (أي من إسرائيل) وذهَبَ إِلى نَواحي صُور” (مت 15: 21)، واسم صور يعني “تجمّع الأمم”. كان هذا من أجل أن يخلص الّذين سيؤمنون من أبناء تلك الأرض، عندما يخرجون منها. في الواقع، عليك الانتباه إلى هذه الكلمات: “وإِذا امرأَةٌ كَنعانيَّةٌ خارِجَةٌ مِن تِلكَ البِلادِ تَصيح: رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود، إِنَّ ابنَتي يَتَخَبَّطُها الشَّيطانُ تَخَبُّطًا شديدًا” (مت 15: 22). برأيي، لو أنّها لم تخرج من تلك البلاد، لما كانت استطاعت أن تطلق أمام الرّب يسوع تلك الصرخات النابعة من “إيمان عظيم”، كما شهد على ذلك الرّب بنفسه (راجع مت 15: 28). “بحسب ما أُعطينا من الإيمان” (راجع رو 12: 6)، نحن نخرج من بلاد الأمم الوثنيّة… يجب الإدراك بالتأكيد أنّ كلّ واحد منّا، عندما يكون خاطئًا، يكون في بلاد صور أو صيدا، أو في بلاد الفرعون ومصر، أو في أيّ بلد غريب عن إرث الله. لكن عندما يبتعد الخاطئ عن الشرّ ويعود إلى الخير، فإنّه يخرج من تلك الأراضي التي تسود فيها الخطيئة: ويسرع نحو الأراضي التي تعتبر حصّة الله… لاحظ أيضًا مسيرة الرّب يسوع للقاء المرأة الكنعانيّة؛ لأنّه يبدو وكأنّه يتوجّه نحو منطقة صور وصيدا… إنّ الأبرار مهيؤون لملكوت السّماوات وللارتفاع في ملكوت الله؛ أمّا الخاطئون، فهم مهيؤون للانغماس في شرّهم… إنّ المرأة الكنعانيّة، عندما تركت تلك الأراضي، تركت أيضًا ذلك الاستعداد للانغماس في الشرّ، عندما صاحت وقالت: ” رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود”… إنّ جميع الشفاءات التي صنعها الرّب يسوع، كما أخبر الإنجيليّون، إنّما حصلت لكي يؤمن جميع من يراها. لكنّ هذه الأحداث هي رمز لما تحقّقه دائمًا قدرة الرّب يسوع، لأنّه ما من عصر إلاّ وتحقّق فيه ما هو مكتوب، تمامًا بالطريقة نفسها.
maronite readings – rosary.team