الثلاثاء، ٢٤ مايو : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
إنّ الرّب يسوع المسيح قد أتى لكي يُحيي لعازر، غير أن وهج هذه الأعجوبة كان السّبب المباشر الّذي دفع اليهود للإلقاء القبض عليه وصلبه (راجع يو 11: 46 وما يليها)… وهو كان يعرف أنّ تضحيته الشخصيّة هي مصدر الحياة لِلَعازر القائم. وكان يشعر في نفسه بأنّه نازل إلى القبر الذي سيُخرِج منه صديقه. وكان يحسّ بأن لعازر يجب أن يحيا، أمّا هو فعليه أن يموت. أمّا بعد ذلك، فإنّ المشهد برمّته سوف يتبدّل: ستقام مأدبة عند مرتا (أخت لعازر – راجع يو 12: 1 وما يليها)، وفي المقابل سوف يتمّ الفصح الأخير، فصح الحزن والألم. لكنّ الرّب يسوع كان يعرف أنه قابلٌ لهذا التّبدّل بملء إرادته: فهو قد ولد من لدن الآب ليحرّر الإنسان من الخطيئة، وليخرج كلّ مؤمن من قبره كما فعل لصديقه لعازر، ويُعِيده إلى الحياة، ليس لزمنٍ ما، إنّما إلى الأبد… فمن منظور الرحمة الفريد هذا، قال الرّب يسوع لمرتا: “أَنا القِيامةُ والحَياة مَن آمَنَ بي، وَإن ماتَ، فسَيَحْيا. وكُلُّ مَن يَحْيا ويُؤمِنُ بي لن يَموتَ لِلأَبَد”. فلنتمسّك بكلمة العزاء هذه في مواجهة موتنا أو موت أصدقائنا: فحيث يوجد الإيمان بالرّب يسوع المسيح، هناك يوجد المسيح بنفسه. لقد سأل الرّب يسوع مرتا: “أَتُؤمِنينَ بِهذا؟”. وحيث يمكن للقلب أن يجيب على غرار مرتا: “نَعَم، يا ربّ، إِنِّي أَومِنُ”، يكون الرّب يسوع المسيح حاضرًا. ومع أنّه خفي، هو منتصب هنا، أمام سرير الموت أو أمام القبر. فليتبارك اسمه! لا يستطيع أحد أن ينزع منّا هذا اليقين. بروحه، نحن أكيدون أنّه بيننا كما لو كنّا نراه. بعد أن اختبرنا ما جرى مع لعازر فإنّنا لا نشكّ، ولو للحظة واحدة، بأنّه مليء بالحنان تجاهنا وأنّه موجود دائمًا بجانبنا.
maronite readings – rosary.team