الثلاثاء، ١٢ أكتوبر : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
كتب الرسول بولس هذه الكلمات: “فإذا كانَ أحَدٌ في المسيح، فإنَّه خَلْقٌ جَديد” (2كور 5: 17)… قولوا لي ما الذي يدهش أكثر: أن نرى السماء أو أي عنصرٍ مخلوق ٍآخر يتجدّد أم أن نرى إنسانًا يترك الرذيلة ويلتمس الفضيلة، ويفلت من براثن الخطيئة ليعانق الحقيقة؟ لأنّ هذا بالضبط ما أطلق عليه الرسول بولس اسم “الخلق الجديد”… في الواقع، أولئك الذين آمنوا بالمسيح خلعوا عنهم حمل خطاياهم كما نخلع ثوبًا قديمًا؛ وحين تحرّروا من الخطيئة، استناروا بـ “شَمْسِ البِرِّ” (ملا 3: 20) كمَن ارتدى حلّة جديدة ومشرقة، حلّة ملكيّة… لقد ظهرت نعمة الله وحوّلت النفوس وأعادتها إلى الصواب وغيّرتها… هل تأمّلت كيف يحقّق الربّ هذه الخليقة الجديدة كلّ يوم؟ لأنّ الإنسان غالبًا ما أمضى حياته في الملذّات كما أنّه عَبَدَ المخلوقات واعتبرها آلهة. فمَن غير الربّ يمكنه أن يُقنِعَ الإنسان بالترفّع فجأة إلى هذه الدرجة السامية من الفضيلة، مُحْتَقِرًا هذه الأصنام كلها ليَعْبُدَ خالق الكون ويؤمن به فوق كلّ أمور هذه الحياة؟ أدعوكم كلّكم، مَن اعتمدوا في الماضي ومَن تلقّوا حديثًا هذه النعمة من الربّ: فلنصغِ إلى هذا الإرشاد من الرسول بولس: “قد زالتِ الأشياءُ القديمة وها قد جاءَت أشياءُ جَديدة” (2كور 5: 17). فلننسَ ماضينا كلّه! فلنعِد تنظيم حياتنا كمواطنين مدعوّين إلى حياة جديدة! ولنراعِ كرامة ذاك المقيم فينا في أقوالنا وأعمالنا كلّها!
maronite readings – rosary.team