الجمعة، ٢٤ سبتمبر : الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن
إنّ الرّب يسوع المسيح لا يدعونا إليه مرّةً واحدة فقط، ولكن مرّات عديدة: فهو يدعونا على الدّوام طول أيّام حياتنا. لقد دعانا أوّلاً من خلال العماد، لكنّه يدعونا لاحقًا أيضًا؛ إن لبّينا نداءه أم لا، فهو يدعونا إليه برحمته. إن أخلّينا بوعودنا التي التزمنا بها في المعموديّة، هو يدعونا إلى التوبة. إن بذلنا جهودًا للاستجابة إلى دعوتنا، هو يدعونا للتقدّم أكثر، من نعمة إلى نعمة، بما أنّ الحياة سمحت بذلك. دُعِيَ إبراهيم إلى ترك منزله وعشيرته وبيت أبيه (راجع تك12: 1)، وبطرس إلى ترك شباكه (راجع مت 4: 18)، ومتّى إلى ترك عمله (مت 9: 9)، وأليشاع إلى ترك أبقاره (1مل 19: 19)، ونتنائيل إلى ترك عزلته (يو 1: 47). نحن كلّنا مدعوّون من أمر إلى آخر، للذهاب أبعد، من دون البحث عن أماكن للراحة، بل صعودًا نحو الراحة الأبديّة، وإطاعة لنداء داخليّ استعدادًا للإصغاء إلى الآخَر. إن الرّب يسوع المسيح يدعونا باستمرار، لكي يُبَرِّرنا باستمرار؛ باستمرار وأكثر فأكثر، هو يريد أن يقدّسنا ويمجّدنا. يجدر بنا أن نفهمه، ولكنّنا بطيؤون في إدراك هذه الحقيقة العظيمة، حقيقة أنّ الرّب يسوع المسيح يمشي بطريقة ما بيننا، وأنّه يومئ إلينا بيده وبعينيه وبصوته كي نتبعه. لكنّنا لا ندرك أنّ دعوته هي أمر يحدث في هذه اللحظة بالذات. نحن نعتقد أنّها حصلت في زمن الرسل؛ إنّما لا نؤمن بها، ولا نتوقّع فعليًّا أن تطالنا.
maronite readings – rosary.team