الثلاثاء، ٢١ سبتمبر : سِلوانُس
يا لتواضعك يا ربّي يسوع المسيح! أنت تغمر النفس بفرح لا يوصف. أنا ظمآن إليكَ، ففيك تنسى النفس الأرض وتتوق باتّقاد إلى الله. لو فهم العالم قوّة الكلمات التي قالها الرّب يسوع: “تَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب” (مت 11: 29)، لوضع جانبًا كلّ علم آخر، ليكتسب هذه المعرفة السماويّة. لا يعرف الناس قوّة تواضع الرّب يسوع؛ وهم يرغبون في الأمور الأرضيّة. لكنّ الإنسان لا يسعه أن يدرك قوّة كلمات الربّ من دون الرُّوح القدس. لكن مَن يفهمها لا يمكنه التخلّي عنها، حتّى لو قُدِّمت له كنوز العالم كلّها… ذاك الذي تذوّق حبّ الله اللطيف هذا لا يمكنه أن يفكّر بعد ذلك بالأمور الأرضيّة؛ بل يشعر بأنّ هذا الحب لا ينفك يجتذبه. لكنّنا نفقده بسبب كبريائنا وغرورنا، بسبب عداواتنا مع إخوتنا والأحكام التي نصدرها عليهم؛ نتخلى عنه بأفكارنا الجشعة وبنزوعنا نحو الأرض. فتتخلّى عنّا النعمة، وها هي النفس المضطربة والمكتئبة تطلب الله وتناديه، كما آدم المطرود من الفردوس. نفسي تتوق إليكَ وأنا أبحث عنك وعيوني مغمورة بالدموع! انظر إلى حزني وأنِر ظلمتي حتى تعرف نفسي الفرح! ربي، أعطِني تواضعك حتّى يدخل حبّك إلى نفسي وتعيش مخافتك فيّ.
maronite readings – rosary.team